البحث الجيولوجي ورسم الخرائط
إن التركيب الجيولوجي لمنطقة إيميليا رومانيا من التركيبات الأكثر تعقيدا في العالم. وقد تمّت دراسته لحوالي 25 سنة من طرف مركز البحث الجيولوجي ودراسة الزلازل والتربة. وبمشاركة 50 باحثا جيولوجيّا شباب، 7 جامعات و2 من معاهد مجلس البحث القومي لإيطاليا ، بدأت الدراسة بالمسح الجيولوجي لمناطق الجبل والتل بمقياس 1:25.000. فسلسلة جبال الأبنين لإيميليا رومانيا موثّقة في 360 خريطة، (160 في الطبعة)، ومحتواها يشكل قاعدة البيانات الجيولوجية لمقياس 1:10.000.
كجزء من المشروع الوطني لرسم الخرائط (مشروع سي آي آر جي)، قد تمّ إعداد الخرائط بمقياس 1:25.000 و 1:50.000 بالإضافة إلى بنك المعلومات لسي آي آر جي بمقياس 1:25.000 (متوفرة كلها في غضون سنة 2005). تقريبا 80 من منطقة السهل تمّت دراستها ورسم خرائطها التي تشكل وثيقة تقنية وعلمية رائدة. ولدعم رسم الخرائط، تم إنجاز بنك معلومات خاص بالبنيات الجيولوجية والمكونات الآثارية للمنطقة.
مسلح بهذه الكتلة الهائلة من المعلومات، طوّر مركز (إس جي إس إس) مشاريع بحوث تطبيقية عديدة: تحليل إنزلاق التربة (بمقياس 1:10.000 و 1:25.000) ؛ خريطة الإنهيارات الأرضية الإيطالية (مشروع آي إف إف آي)؛ خريطة أخطار إنزلاق التربة لأغراض الحماية المدنية (بمقياس 1:25.000 و 1:250.000)؛ خطة توجيهية للأخطار الجيوبيئية (بمقياس 1:250.000)؛ تقسيم مدقق لمواقع الزلزال ودراسات حديثة لتعريف المواد لأغراض الإنتزاع.
الملاحظة: إميليا رومانيا أحد أكثر التراكيب الجيولوجية تعقيدا في العالم، عمل على التعريف عليه لأكثر من 25 سنة
الأخطار الزلزالية
بالمقارنة مع الحالة العامّة في إيطاليا، فمنطقة إيميليا رومانيا مثأثّرة بزلزالية متوسطة الدرجة، مركّزة بشكل كبير في رومانيا التي شهدت في الماضي زلازل جدّ عنيفة.
من إحدى الواجبات الرئيسية لإس جي إس إس والضرورية لتخطيط وإدارة الأرض بشكل صحيح، هي تطوير تحليلات ومنهجيات معينة لدعم تخفيض الخطر الزلزالي. لكي تطبٌق خطّة وقائية فعالة لأيّ منطقة ما، يجب التوفّر أولا على معرفة تفصيلية بكل مستويات التفاعل بين الزلزال، التربة والبنايات. هكذا، فمركز إس جي إس إس صبّ إهتمامه على الأخطار الزلزالية للمنطقة، بدراسة التأثيرات المحلية والتقسيمات المدققة للزلزال؛ وكذا بتقييم ضعف البنايات والبناء التحتي، و هذا بالتنسيق مع لجنة علمية تقنية مختصة. بالإضافة على هذا، فمركز إس جي إس إس يلتزم أيضا بعدد من المشاريع الأخرى، من ضمنها: إنجاز "خريطة سيسموتكتونيّة لمنطقة إيميليا رومانيا" (بمقياس 1:250.000)؛ تشغيل بمنطقة إيميليا رومانيا، بالتعاون مع المجموعة الوطنية لمسح الزلازل، لشبكة وطنية أكسيليرومتريكية لأجل "مرصد الزلازل ودراسة التراكيب"، وحدة المراقبة الزلزالية للتراكيب. زيادة على هذا، فإس جي إس إس مشترك في تطوير مركز التقييم الإقليمي للنشاطات التقنية أثناء حالات الطوارئ الزلزالية. وأخيرا، قد نفّد أيضا مجموعة من التدريبات والنشاطات التعليمية المختلفة، بإستعمال شبكة الإتصالات "الإنترنت" من بين وسائل أخرى، لصالح تقنيي الإدارات العامّة، المحترفين، الوكالات وللعموم أيضا.
الملاحظة: مركز البحث الجيولوجي ودراسة الزلازل والتربة يعمل جاهدا لتخفيض الخطر الزلزالي
النضام الساحلي
إنّ المنطقة الساحلية من الأهمية الإستراتيجية لإميليا رومانيا، حيث أنّها تأوي واحدة من أكبر وأفضل الصناعات السياحة المتطورة في البلاد، ناهيك عن ذكر العديد من النشاطات الصناعية الأخرى.فالضغط الهائل الذي يتعرض له هذا النظام الطبيعي زاد من حدّة أثار الظواهر الطبيعية عليه، مثل الإنخساف، تآكل الشواطئ والفيضان أثناء العواصف البحرية، مهدّدة بذلك البنية التحتية، السكنية منها والصناعية.
الدفاع الساحلي هو من أهمّ أولويات منطقة إميليا رومانيا. ولكي يخلق أداة دعم للإدارة المتكاملة لأنظمة الدفاع الساحلية، جمع مركز إس جي إس إس كلّ البيانات التي تخصّ المنطقة الساحلية في نظام معلومات جغرافية، مرتبط بقاعدة بيانات تجدّد بإستمرار ومعروضة على الإنترنت ليستفيد منها كلّ التقنيين المهتمين. وبالتعاون مع كل من الأجهزة العامّة ومعاهد البحوث، أطلق مركز إس جي إس إس مشاريع عديدة، من ضمنها: تحليل تاريخ تطوّر الأشكال المرفولوجية وإستعمال الأرض الساحلية؛ دراسة تأثير التغييرات المناخية؛ خريطة مرفوديناميكيّة تجريبيّة؛ دليل مرجعي ذا إسناد جغرافي لأنظمة الدفاع الساحلية وتصنيف تجريبي للمناطق الساحلية المهدّدة بالأخطار الطبيعية. زيادة على ذلك، وبالتعاون مع المعهد الخرائطي لكاتالونيا، بدأ الإستشعار عن بعد للمنطقة الساحلية بإستعمال نظام "لدار" وذلك للحصول على خرائط للإرتفاعات الرقمية ثلاثية الأبعاد ذات درجة وضوح عالية.
الملاحظة: الدفاع الساحلي أحد أهم أولويات منطقة إميليا رومانيا
التربة
إنّ التربة مصدر ثمين وغير متجدّد بشكل عام ويتعرّض لضغط كبير ومتزايد. لذا فهو يحتاج إلى حماية، وهذا ما صادق عليه الإتحاد الأوربي في الوثيقة (179 سي أو إم 2002) وكذا على المستوى العالمي.
في سنة 1975 بدأت السلطة الإقليمية لإميليا رومانيا حملة مسح للتربة في كامل المنطقة وذلك بثلاثة مستويات تخطيط: 1:250.000، 1:50.000 و1:10.000 (التخطيط الأكثر تفصيلا هو للأراضي الزراعية والتجمعات الحضارية). الخرائط متوفرة في الشكل المطبوع والرقمي ويمكن إستشارتها على موقع الإنترنت لإس جي إس إس. وعلى موقع الإنترنت
http://www.gias.net فالزوّار يستطيعون مراجعة أوصاف الأنواع الرئيسية للتربة في سهل إميليا رومانيا، وسلوكها الزراعي وبعض الإعتبارات على نشاطهم الزراعي وإستعمالهم للتربة. بالإضافة إلى التّجديد المستمر لخرائط التربة، تمتدّ مسؤولية إس جي إس إس إلى العديد من النشاطات الأخرى، من ضمنها: الخريطة الوطنية للتربة (1:250.000)؛ إدماج، على المستوى الأوروبي والوطني، لطرق دراسة تخطيط التربة ومعايير تعريف أنظمة المعلومات؛ تطوير الأدوات للتحليل وتوقّع تآكل التربة في مناطق التلّ والجبل؛ تعريف مصادر المياه الجوفيّة والتّعاون مع المناطق الأخرى في مجموعة من النشاطات بالتّنسيق من مكتب التربة الأوروبي (يو إس بي - جي آر سي) وذلك للتوافق بين البيانات الأوروبية للتربة.
الملاحظة: إنّ التربة مصدر ثمين وغير متجدّد بشكل عام ويتعرّض لضغط كبير ومتزايد
الموارد المائية
إن مصادر المياه الغنية لإميليا رومانيا، السطحيّة منها والجوفيّة، تمثّل تراثا لا يمكن تعويضه. فالتدبير الصحيح لهذه الموارد هو من أهم الأولويات للمنطقة، ومركز إس جي إس إس يؤدّي دوره بتزويد قاعدة المعرفة بخصوص توزيع وتصنيف الطبقات الجوفية. فالبيانات الجيولوجية التي تم جمعها من قبل المركز جعلت من الممكن، أولا، خلق نموذج جديد ثلاثي الأبعاد للطبقات الجوفية لسهل إميليا رومانيا. وإستنادا على هذا، فقد أطلقت عدّة مشاريع بالشراكة مع كلّ من القطاع العام والخاص، من ضمنها: دراسة أنظمة الرواسب الفيضية لأنهار رينو، ماريكيا وتارو؛ تعريف مصادر المياه البديلة؛ دراسة التوتّد الملحي ومراقبة الطبقات الجوفية تحت الأرضية لمنطقة السهل (طبقات جوفية غير محصورة) التي منها يسحب الماء من طرف جذور النباتات. وللمرة الأولى على الصعيد الإقليمي، تمّت هيكلة نظام توزيع الطبقات الجوفية الرئيسية المستغلّة في منطقة الأبينينيس لإميليا رومانيا.
بالتعاون مع القسم التقني لدراسة الحوض، إنطلقت عملية إحصاء إقليمية لفصول الربيع من أجل تحديد توزيعها، بالإضافة إلى خصائص الماء والتدفّق. فالنتائج الأولى لهذا الإحصاء، التي ستعزّز قاعدة البيانات المتعلقة بفصول الربيع في المنطقة، جعلت من الممكن جمع خرائط موضوعية مفصّلة للتعريف ودراسة خزّانات الصّخرة.
الملاحظة: تمثّل مصادر المياه الغنية لإميليا روماجنا تراثا لا يمكن تعويضه
المعلومات العلمية
لتلبية الطلب المتزايد للمعلومات بخصوص الأمور الجيوبيئية من طرف العّامة، أطلق مركز إس جي إس إس برنامج شامل للمعلومات وذلك لإشتراك قاعدة المعرفة التي تم بنائها في مجال علوم الأرض. فالهدف هو زيادة وعي المجتمع بالبيئة كتراث مشترك، ولتوجيه إختيارات الإدارة والسلوك الفردي نحو التنمية المستديمة للأرض. وتعهّد مركز إس جي إس إس بحملة من المعلومات، لكل من تقنيي ومحترفي الإدارة العامّة، لإستعمال الخرائط الجيولوجية وخرائط التربة، والخرائط الموضوعية المشتقّة منها وكذا تطبيقاتها.
ينظّم مركز إس جي إس إس مؤتمرات وحلقات دراسية عديدة التي تزوّد الإدارة العامّة وهيئات البحث العلمي بمنتدى للمقارنة والمناقشة في الأمور المتعلّقة بعلوم الأرض، كلاهما على الصّعيد الوطني والعالمي.
"الكونجرس الأوروبي لعلوم الخرائطية الجيولوجية وأنظمة المعلومات"، الذي نظّم بالشراكة مع مركز البحث الجيولوجي ببافاريا وكاتالونيا، وصل طبعته الخامسة الآن وأصبح ملتقى دولي قائم. يسعى مركز إس جي إس إس لتعليم عامّة الناس من خلال موقعه على الإنترنت والعديد من أجهزة الإعلام الأخرى، وتشمل: خرائط للمسارات الجيوبيئية، أشرطة فيديو وثائقية عن التربة والإنهيارات الأرضية وقرص مدمج تربوي أطلق عليه إسم "كوكب الأرض". هنالك مشاريع أخرى تتضمّن إحصاء للميراث الجيولوجي، خلق طرق خاصّة تستهدف تعريف النّاس على السمات الجيولوجية الأكثر إثارة في منطقة إميليا رومانيا، ونشر سلسلة من الكتب بعنوان "الماء والأرض" تتطرّق لمواضيع الجيوبيئية، زيادة على سلسلة من النشرات الإعلامية حول عمل مركز إس جي إس إس.
الملاحظة: معرفة الأرض هو تراثنا المشترك
