الثانوية الاعدادية رحال بن أحمد_انزكان(مادة علوم الحياة و الآرض)
الثانوية الاعدادية رحال بن أحمد_انزكان(مادة علوم الحياة و الآرض)
الثانوية الاعدادية رحال بن أحمد_انزكان(مادة علوم الحياة و الآرض)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


من أجل تبادل الخبرات و المعلومات و المستجدات الخاصة بعلوم الحياة و الآرض
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سورة الحجرات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
wissame aoune 2/1

wissame aoune 2/1


عدد المساهمات : 182
تاريخ التسجيل : 09/10/2009
العمر : 28

سورة الحجرات Empty
مُساهمةموضوع: سورة الحجرات   سورة الحجرات Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2009 2:06 pm

من مواعظ السورة

هذة السورة التي لاتتجاوز ثماني عشرة آية ، سورة جليلة ضخمة ، تتضمن حقائق كبيرة من حقائق العقيدة والشريعة ، ومن حقائق الوجود والإنسانية . حقائق تفتح للقلب والعقل آفاقاً عالية وآماداً بعيدة ، وتثير في النفس والذهن خواطر عميقة ومعاني كبيرة ، وتشمل من مناهج التكوين والتنظيم ، وقواعد التربية والتهذيب ، ومبادىء التشريع والتوجيه ، ما يتجاوز حجمها وعدد آياتها مئات المرات !

وهي تبرز أمام الناظر أمرين عظيمين للتدبر والتفكير .

وأول ما يبرز للناظر عند مطالعة السورة ، هو أنها تكاد تستقل بوضع معالم كاملة ، لعالم رفيع كريم نظيف سليم ، متضمنة القواعد والأصول والمبادىء والمناهج التي يقوم عليها هذا العالم ، والتي تكفل قيامه أولاً ،وصيانته أخيراً .. عالم يصدر عن الله ، ويتجه إلى الله ، ويليق أن ينتسب إلى الله ..عالم نقي القلب ، نظيف المشاعر ، عف اللسان ، ، وقبل ذلك عف السريرة ..عالم له أدب مع الله ، وأدب مع رسوله ، وأدب مع نفسه ، وأدب مع غيره . أدب في هواجس ضميره . وفي حركات جوارحه ، وفي الوقت ذاته له شرائعه المنظمة لأوضاعه ٍوله نظمه التي تكفل صيانته . وهي شرائع ونظم تقوم على ذلك الأدب ، وتنبثق منه ، وتتسق معه ، فيوافي باطن هذا العالم و ظاهره ، وتتلاقى شرائعه ومشاعره ، وتتوازن دوافعة وزواجرة ، وتتناسق أحاسيسه وخطاه وهو يتجه ويتحرك إلى الله . ومن ثم لا يوكل قيام هذا العالم الرفيع الكريم النظيف السليم وصيانته ، لمجرد أدب الضمير ونظافة الشعور ، ولا يوكل كذلك لمجرد التشريع والتنظيم . بل يلتقي هذا بذلك في انسجام وتناسق . كذلك لا يوكل الشعور الفرد وجهده ، كما لايترك لنظم الدولة وإجراءتها . بل يلتقي فيه الأفراد بالدولة ، والدولة بالأفراد ، وتتلاقى واجباتهما في تعاون واتساق .

هو عالم له أدب مع الله ومع رسول الله يتمثل هذا الأدب في إدراك حدود العبد أمام الرب والرسول الذي يبلغ عن الرب ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ، واتقوا الله ، إن الله سميع عليم )

هو عالم له منهجه في التثبيت من الأقوال والأفعال والاستياق من مصدرها ، قبل الحكم عليها ، يستند هذا المنهج إلى تقوى الله ، وإلى الرجوع بالأمر إلى رسول الله ، في غير ما تقدم بين يديه ، ولا اقتراح لم يطلبه ولم يأمر به ( وأعلموا أن فيكم رسول الله ، لو يطعيكم في كثير من الأمر لعنتم )

وهو عالم له نظمه وإجراءته العمليه في مواجهة ما يقع من خلاف وفتن ، تخلل كيانه لو تركت بلا علاج . وهو يواجهها بإجراءات عملية منبثقة من قاعدة الأخوة بين المؤمنين ، ومن حقيقة العدل والإصلاح ( إنما المؤمنين إخوة ، فأصلحوا بين أخويكم ، واتقوا الله لعلكم ترحمون )

وهو عالم له آدابه النفسية في مشاعره تجاه بعضه البعض ، وله آدابه السلوكية في معاملاته بعضه مع بعض : ( ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ، ولا تنابزوا بالألقاب . بئس الاسم . الفسوق بعد الإيمان . ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون )

وهو عالم نظيف المشاعر ، مكفول المحرمات ، مصون الغيبة والحضرة ، لا يؤخد فيه أحد بظنة ، ولاتتبع فيه العورات ، ولا يتعرض أمن الناس وكرامتهم وحريتهم فيه لأدنى مساس : ( ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ، ولا تجسسوا ، ولا يغتب بعضكم بعضا )

هو عالم له فكرته الكامله عن وحدة الإنسانية المختلفة الأجناس المتعددة الشعوب ، وله ميزانه الواحد الذي يحكم به الجميع ، إنه ميزان الله المبرأ من شوائب الهوى والاضطراب : ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا . إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، إن الله عليم خبير ) .

والسورة بعد عرض هذه الحقائق الضخمة التي تكاد تستقل برسم معالم ذلك العالم الرفيع الكريم النظيف السليم ، تحدد معالم الإيمان ، الذي باسمه دعي المؤمنين إلى إقامة ذلك العالم : ( ياأيها الذين آمنوا ) ..ذلك النداء الذي يخجل من دعي به من الله أن لا يجيب ، والذي ييسر كل تكليف ويهون كل مشقة ، ويشوق كل قلب فيسمع ويستجيب .

وتكشف السورة في ختامها عن ضخامة الهبة الألهية للبشر . هبة الإيمان التي يمن بها على من يشاء : ( يمنون عليك أن أسلموا . قل : لاتمنوا علي إسلامكم . بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين )

فأما الأمر الثاني الذي يبرز للنظر من خلال السورة فهو الجهد الثابت الذي تمثله توجيهات القرآن الكريم والتربية النبوية الحكيمة لإنشاء تلك الجماعات المسلمة ، التي تمثل في ذلك العالم الكريم النظيف السليم ، الذي وجدت حقيقته يوماً على هذه الأرض ، فلم يعد فكرة مثالية ، ولاحلماً طائراً ، يعيش في الخيال !

هذه الجماعة المثالية لم توجد مصادفة بل نمت كما تنموا الشجرة الباسقة العميقة الجدور واحتاجت إلى صبر طويل وجهد بصير وإلى معاناة تجارب واقعية مريرة ،مع التوجية لعبرة هذه التجارب ، وكانت الرعاية الإلهيه لهذه الجماعة - على علم - لحمل الأمانة الكبرى وتحقيق مشيئة الله في الأرض .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سورة الحجرات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الأعراف
» سورة البقرة
» سورة آل عمران
» سورة الأنعام
» سورة الناس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثانوية الاعدادية رحال بن أحمد_انزكان(مادة علوم الحياة و الآرض) :: منتدى المتعلم الايجابي :: كراسة تلاميد و تلميدات الجدع المشترك علوم-
انتقل الى: